يهدف هذا البحث إلى التعرف على استخدام الأرض في مدينة جدة: حالة مشاريع التشجير من خلال دراسة الوضع الراهن للمشاريع التشجيرية ومقارنته مع ما کانت عليه في فترات سابقة، وتوضيح مدى الاختلاف في تأثير العوامل الطبيعية والبشرية على زيادة المساحات المخصصة لمشاريع التشجير أو انخفاضها على نطاق البلديات الفرعية في منطقة الدراسة، مما يحقق لنا رؤية تکاملية في معرفة التوازن المطلوب بين استخدامات الأرض والدور البيئي الذي تؤديه مشاريع التشجير على الجانبين الطبيعي والبشري.
ولقد احتوت الدراسة على أربعة أجزاء تناول الجزء الأول الإطار العام للدراسة، والجزء الثاني استخدامات الأرض في منطقة الدراسة والعوامل المؤثرة عليها، بينما تناول الجزء الثالث الکشف عن مشاريع التشجير والمطابقة والتحليل، وفي الجزء الرابع تناولت الدراسة الخلاصة والنتائج والتوصيات.
لقد اعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي في الموضوعات الجغرافية المتعلقة بمنطقة الدراسة ومشاريع التشجير والکشف عن العوامل المؤثرة فيها، إضافة إلى أسلوب التحليل المکاني للمرئيات الفضائية باستخدام صور الأقمار الصناعية وذلک للوصول لأهداف البحث، وخلص البحث إلى عدة نتائج والتي من أهمها هي الزيادة الملحوظة للمساحات المخصصة لمشاريع التشجير في منطقة الدراسة خلال السنوات (1985-2000-2015م)، وترکزها في وسط وغرب المنطقة في حين يقل نصيب البلديات الفرعية کلما اتجهنا للجنوب والشرق في منطقة الدراسة في نمط غير متساوٍ ومتفاوت لتوزيع مشاريع التشجير بين الأحياء.
وقد أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بمشاريع التشجير والعمل على زيادتها کماً ونوعاً والحرص على توزيعها بشکل عادل بين البلديات الفرعية وتوفير الصيانة الدورية لها، إضافة إلى استثمار مناطق النبات الطبيعي وقيام عمل مشترک مع القطاع الخاص في هذا الجانب، وتعد دراسة استخدامات الأرض من جانب مشاريع التشجير ذات موضوعات متعددة على الفرعين الطبيعي والبشري إذ يعتبر هذا البحث مکملاً لجهود سابقة ومحطة أفکار لأعمال قادمة.
Land use in Jeddah City: Case Study of Afforestation Projects
إعداد الباحثة
أ. سلمى بنت ترکی الغامدی
قسم الجغرافیا ونظم المعلومات الجغرافیة / کلیة الآداب والعلوم الإنسانیة / جامعة الملک عبد العزیز
البرید الإلکترونی/ Fus8882@gmail.com
إشــــــراف
أ.د: عواطف بنت الشریف شجاع الحارث
قسم الجغرافیا ونظم المعلومات الجغرافیة / کلیة الآداب والعلوم الإنسانیة / جامعة الملک عبد العزیز
ملخص:
یهدف هذا البحث إلى التعرف على استخدام الأرض فی مدینة جدة: حالة مشاریع التشجیر من خلال دراسة الوضع الراهن للمشاریع التشجیریة ومقارنته مع ما کانت علیه فی فترات سابقة، وتوضیح مدى الاختلاف فی تأثیر العوامل الطبیعیة والبشریة على زیادة المساحات المخصصة لمشاریع التشجیر أو انخفاضها على نطاق البلدیات الفرعیة فی منطقة الدراسة، مما یحقق لنا رؤیة تکاملیة فی معرفة التوازن المطلوب بین استخدامات الأرض والدور البیئی الذی تؤدیه مشاریع التشجیر على الجانبین الطبیعی والبشری.
ولقد احتوت الدراسة على أربعة أجزاء تناول الجزء الأول الإطار العام للدراسة، والجزء الثانی استخدامات الأرض فی منطقة الدراسة والعوامل المؤثرة علیها، بینما تناول الجزء الثالث الکشف عن مشاریع التشجیر والمطابقة والتحلیل، وفی الجزء الرابع تناولت الدراسة الخلاصة والنتائج والتوصیات.
لقد اعتمد هذا البحث على المنهج الوصفی فی الموضوعات الجغرافیة المتعلقة بمنطقة الدراسة ومشاریع التشجیر والکشف عن العوامل المؤثرة فیها، إضافة إلى أسلوب التحلیل المکانی للمرئیات الفضائیة باستخدام صور الأقمار الصناعیة وذلک للوصول لأهداف البحث، وخلص البحث إلى عدة نتائج والتی من أهمها هی الزیادة الملحوظة للمساحات المخصصة لمشاریع التشجیر فی منطقة الدراسة خلال السنوات (1985-2000-2015م)، وترکزها فی وسط وغرب المنطقة فی حین یقل نصیب البلدیات الفرعیة کلما اتجهنا للجنوب والشرق فی منطقة الدراسة فی نمط غیر متساوٍ ومتفاوت لتوزیع مشاریع التشجیر بین الأحیاء.
وقد أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بمشاریع التشجیر والعمل على زیادتها کماً ونوعاً والحرص على توزیعها بشکل عادل بین البلدیات الفرعیة وتوفیر الصیانة الدوریة لها، إضافة إلى استثمار مناطق النبات الطبیعی وقیام عمل مشترک مع القطاع الخاص فی هذا الجانب، وتعد دراسة استخدامات الأرض من جانب مشاریع التشجیر ذات موضوعات متعددة على الفرعین الطبیعی والبشری إذ یعتبر هذا البحث مکملاً لجهود سابقة ومحطة أفکار لأعمال قادمة.
Abstract:
This research aims at identifying the use of land in the city of Jeddah: Case status of afforestation projects by studying the current status of afforestation projects and comparing them with previous periods, and to clarify the difference of the effect of natural and human factors on increasing or decreasing the allocated areas for afforestation projects on the sub-municipality level in the study area. Which provides us with an integrated vision to know the required balance between land uses and the environmental role of afforestation projects on the natural and human sides.
The study consisted of four chapters: the first chapter dealt with the general framework of the study, the second chapter dealt with uses of land in the study area and the factors affecting them, while the third chapter dealt with the disclosure of afforestation projects, using matching and analysis tool, and the fourth chapter, included results, conclusions and recommendations.
This research was based on the descriptive approach to the geographical topics related to the study area and afforestation projects and the detection of the factors affecting them, in addition to the approach of spatial analysis of satellite visuals by using satellite images in order to reach the research objectives. The research has reached several results the most important of which is the marked increase of the allocated areas for afforestation projects in the study area during the years 1985-2000-2015, as it is concentrated in the middle and west of the region, while the share of sub-municipalities is reduced whenever we move to the south and east of the study area in uneven and unequal distribution of afforestation projects between neighborhoods.
The study recommended the need to pay attention to afforestation projects and work to increase them in quantity and quality, ensure fair distribution between sub-municipalities, provide periodic maintenance, in addition to investing natural vegetation areas, and conduct joint work with the private sector in this sector. We note here that the study of land uses as a part of afforestation projects has multiple topics on the natural and human sectors, as this research is considered complementary to previous efforts and ideas station for future work.
المقدمة:
تظل ظاهرة التلوث البیئی هاجسا یؤرق الباحثین والمهتمین فی العالم لما تمثله هذه الظاهرة من خطورة بالغة تجاوزت أثارها الإنسان فما یشهده العالم الیوم من التغیرات المناخیة الکبیرة حیث ارتفاع حرارة الأرض نتیجة الاحتباس الحراری، الفیضانات، المد البحری المدمر (ظاهرة تسونامی) وغیرها، ویظل العامل البشری عاملاً محوریاً ومؤثراً فی ظاهرة التلوث وهی لیست حکراً على الدول الصناعیة فقط بل إن الدول النامیة أصبحت تلعب دورا کبیرا فیها، ولدراسة هذه الظاهرة تولت الأمم المتحدة زمام المبادرة فی معرفة أسبابها والحد من آثارها، کما أن العدید من الدول أقرت تشریعات وقوانین وأنظمة واشتراطات للحد من خطورة التلوث ونتائجه السلبیة على البیئة، فی حین یبرز لنا الدور الفعال والأهمیة البالغة للمسطحات الخضراء داخل المدن فی التقلیل من آثار التلوث البیئی والتحکم فی درجات الحرارة وزیادة الرطوبة مما یؤدی إلى التقلیل من الأثار السلبیة لظاهرة التلوث، کما أنها تعمل على تثبیت التربة وتماسک حبیباتها، وتعمل على الحد من سرعة جریان المیاه مما یقلل من مخاطر السیول الجارفة والفیضانات التی تجتاح المدن والمستوطنات البشریة.
کما أن المملکة العربیة السعودیة لم تغفل عن أهمیة هذا الجانب البیئی والحضاری للمشاریع التشجیریة داخل المدن إذا حرصت الأمانات والبلدیات فی مختلف مدن المملکة على الاهتمام بالشجرة والمسطحات الخضراء إلى جانب ما تقوم به القطاعات الأخرى من برامج ومساهمات توعویة فی هذا الجانب وإن لم تصل إلى الحد المطلوب، ففی العاصمة الریاض نجد أن نصیب الفرد من المساحات الخضراء یبلغ 14 متر مربع أما فی المنطقة الشرقیة فقد بلغ 5 أمتار مربعة، فی حین نجد أن نصیب الفرد فی مدینة جدة بلغ بشکل عام 2.4 متر مربع لعام 2008م (الشهری 2013م، ص97)، کما أشارت دراسة أخرى إلى أن نصیب الفرد من المسطحات الخضراء فی مدینة جدة قد بلغ 1.77 متر مربع لعام 2007م (الشهری عن الشیخ 2013م، ص40)،وتشیر هذه المعدلات الخاصة بمدینة جدة إلى قلة نصیب الفرد من المسطحات الخضراء مما ینبأ عن وجود مشکلة بیئیة ناتجة عن التوزیع الغیر عادل بالنسبة لاستخدامات الأرض فی مدینة جدة. ولما للأشجار والنباتات من أهمیة قصوى ودور کبیر فی المجال البیئی فقد حرصت الأمانات والبلدیات فی مختلف مدن المملکة العربیة السعودیة على إقامة المشاریع التشجیریة، کما اهتمت بزراعة الأشجار ورعایتها ومدى وملاءمتها للعوامل البیئیة والطبیعیة من خلال إنشاء مشاتل خاصة بهذه المشاریع، وقد اختلفت نسبة المساحات المخصصة لهذه المشاریع من بین الاستخدامات الأخرى للأرض تبعاً لتباین الظروف الاقتصادیة والبیئیة والاجتماعیة الخاصة بکل منطقة.
مشکلة الدراسة وأهمیتها:
تعد مدینة جدة ثانی أکبر مدن المملکة العربیة السعودیة إذ تحتل المرکز الثانی فی النمو العمرانی بعد مدینة الریاض والجدیر بالذکر أن مدینتی الریاض وجدة جاءتا فی المرکزین الثانی والثالث عالمیاً فی قائمة الدول الأسرع نمواً (بدوی، 1437هـ)، ناهیک عن موقعها الجغرافی ومکانتها الاقتصادیة والسیاحیة.
ولأهمیة هذا الجانب وخطورته فی حاضرنا وللأجیال القادمة وضرورة دراسته، ویقیننا بمشکلة التلوث الکبیرة التی تشهدها مدینة جدة واعتقادنا أن وجود الشجرة والمسطحات الخضراء والعنایة بها ذات أهمیة کبیرة للمدینة وتحدیداً لمنطقة الدراسة، إذ أن استخدام الأرض داخل المدینة یتوزع بین السکنی، التجاری، الصناعی وغیرها، ویظل استخدام الأرض فی جانب التشجیر وأنشاء الحدائق العامة من الأولویات التی یجب الاهتمام بها فبجانب الدور البیئی الذی تؤدیه فإنها تؤدی وظیفة ترویحیة ذات أهمیة کبرى للسکان، وتکمن أهمیة هذه الدراسة من حیث الأبعاد الموضوعیة والزمنیة والتقنیة کونها تتناول التغییر فی مشاریع التشجیر فی منطقة الدراسة على مستوى البلدیات الفرعیة فی فترات زمنیة مختلفة تمتد من عام 1985-2015م ، حیث توضح أهم المشاریع التی نُفذت من قِبل الأمانة ، ومعرفة العوامل المساعدة لنشأة هذه المشاریع ، والعوامل المؤثرة فیها ومما یوکد أهمیة هذه الدراسة استخدامها لمرئیات فضائیة لتحدید مواقع مشاریع التشجیر والمساحات الخضراء ، وبیان مساحتها بالنسبة لاستخدامات الأرض الأخرى فی منطقة الدراسة.
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى تناول استخدام الأرض فی مدینة جدة: حالة مشاریع التشجیر ، ویمکن تحقیق الهدف الرئیس للدراسة من خلال الأهداف الفرعیة التالیة:
1- التعرّف على استخدامات الأرض فی منطقة الدراسة وأهم العوامل المؤثرة فیها.
2- معرفة مدى التغییر فی استخدامات الأرض بالنسبة لمشاریع التشجیر فی منطقة الدراسة.
3- البحث فی نمط التوزیع الجغرافی لمواقع التشجیر فی منطقة الدراسة.
4- مقارنة المعلومات المستخلصة من المرئیات الفضائیة مع ما تظهره البیانات الرسمیة المتوفرة لدى الأمانة.
الدراسات السابقة:
یوجد العدید من الدراسات التی تناولت مواضیع مختلفة فی الجغرافیا البیئیة وجغرافیة استخدام الأرض، إلا أن الدراسات التی تناولت موضوع مشاریع التشجیر والمسطحات الخضراء تتصف بقلتها ، خصوصاً تلک الدراسات التی استخدمت التقنیات الحدیثة مثل الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافیة. ومن أهم الدراسات التی رأت الباحثة الاستعانة بها فی مجال البحث والتی تعتبر هی الأقرب لمثل هذا الموضوع، کما ذکر العسیری (2002م) فی حمایة البیئة فی عهد خادم الحرمین الشریفین جهود المملکة العربیة السعودیة فی مکافحة التصحر وصون الموارد الطبیعیة. من أهم هذه الجهود هو برنامج التشجیر حیث بدأ منذ عام 1396هـ حیث زرع -54- موقع من أراضی المملکة فی مختلف المناطق کما استفید من میاه الصرف الصحی المعالج فی التوسع فی مشاریع التشجیر بهدف زیادة الرقعة الخضراء ومکافحة التصحر. وقد درست الحارث (2006م) البیئة الحیویة لمنطقة الحرم المکی دراسة فی الجغرافیا الحیویة وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على البیئة النباتیة لمنطقة الحرم المکی وتتمثل فی خصائص التربة وخصائص الغطاء النباتی من حیث طبیعته وتکیفات النباتات الصحراویة وأهم المجتمعات النباتیة وتوزیعها وأثر العامل البشری فی البیئة الحیویة بشکل عام. کما درس شلبی وآخرون (2007م) الأشجار والشجیرات الحدائقیة فی مدینة أبها وقد أظهرت الدراسة أن التشجیر الاصطناعی بالأشجار والشجیرات الخشبیة هی الوسیلة الأکثر فاعلیة فی تحسین ظروف البیئة المحلیة ومکافحة التصحر وإن من أهم موجبات نجاح عملیة التشجیر هو حسن اختیار الأشجار والشجیرات وفق المعاییر والاعتبارات البیئیة. وقامت الجمیعی (2009م) بدراسة هدفت إلى تقییم التوزیع الجغرافی للمشاریع التشجیریة فی أحیاء مدینة مکة المکرمة وتحدید نمط توزیعها باستخدام تقنیة الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافیة. کما درس أحمد (2010م) العوامل الاقتصادیة والاجتماعیة المؤثرة على الاستخدام الحضری للأرض بالتطبیق على إقلیم الخرطوم الکبرى وهدفت الدراسة إلى الکشف عن التغیرات التی حدثت فی أنماط استخدام الأرض المختلفة والأسباب الحقیقیة وراء هیمنة بعض الاستخدامات دون الأخرى. وقد درس الجمسی (2010م) المسطحات الخضراء وکیفیة رعایتها وهدفت الدراسة إلى توفیر ثقافة خاصة بإنشاء المسطحات الخضراء تعتمد على قواعد علمیة وأصول فنیة وأسس جمالیة، بالإضافة إلى ما تطلبه من صیانة وعنایة. أما الدراسات الأجنبیة فقد قام (Kristensen,2006) بالترکیز على الخصائص المحددة والاستراتیجیات المطلوبة للأراضی المستخدمة للتشجیر وزراعة المدن حیث لابد من توفر معلومات بیئیة لکل منطقة قبل البدء فی مشاریع التشجیر للمساهمة فی نجاح هذه المشاریع. کما هدفت دراسة (Quijano,2008) إلى إبراز أهمیة المسطحات الخضراء حیث تقدم خدمات بیئیة واجتماعیة واقتصادیة، حیث لها تأثیرات متعددة من أهمها التأثیر على المناخ والتخفیف من آثار التغیر المناخی. کما أوضحت دراسة (Khalil1,2014) مدى عدالة التوزیع الکمی للمسطحات الخضراء فی المناطق الحضریة دراسة حالة: مدینة جدة، باستخدام نظم المعلومات الجغرافیة وتحدید نصیب الأفراد من ذوی الاحتیاجات الخاصة والمعاقین من هذه المسطحات، مع مقارنة نسبة المسطحات الخضراء فی جدة مع المعاییر الدولیة القائمة. فقد قامت (Aljaddani,2015) بدمج صور الاستشعار عن بعد متعددة الأزمنة لمدینة جدة باستخدام نظم المعلومات الجغرافیة للکشف عن التغیرات فی مؤشر الغطاء النباتی. منهجیة الدراسة:
اعتمدت هذه الدراسة على استخدام المرئیات الفضائیة المتوفرة لمنطقة الدراسة فی الحقبة الزمنیة المختارة، وتم الاعتماد على تحلیل صور الأقمار الصناعیة ، ومراجعة التغیرات التی طرأت على مشاریع التشجیر والمساحات الخضراء لکل بلدیة فرعیة على حدة فی منطقة الدراسة ثم المقارنة بین هذه المساحات خلال مراحل الدراسة المشار إلیها، إلى جانب الدراسة المیدانیة التی قامت بها الباحثة فی منطقة وحدود البلدیات الفرعیة والتحقق من مطابقة الصور الفضائیة المتوفرة مع الواقع الحالی على الأرض، کما اعتمدت الدراسة على الکتب والدوریات والمصادر المتوفرة من منشورات وأبحاث ورسائل علمیة وما یتوفر کذلک لدى الجهات المعنیة کوزارة الشؤون البلدیة والقرویة، أمانة محافظة جدة، هیئة المساحة الجیولوجیة، الجامعات والدراسات التی تقوم بها مرکز الأبحاث، مصلحة الأرصاد وحمایة البیئة من بیانات تخدم تحقیق الغرض من هذه الدراسة، کما یوضح الشکل رقم (1) الخطوات المتبعة فی منهجیة الدراسة.
شکل رقم(1): منهجیة الدراسة
منطقة الدراسة:
تعد محافظة جدة من أکبر محافظات منطقة مکة المکرمة وتقع عند التقاء دائرة عرض (15 َ,٢٢°-45 َ,20°) شمالاً، وخط طول (00 َ,٣٩°-37 َ,٣٩°) شرقاً، على منتصف الشاطئ الشرقی لساحل البحر الأحمر جنوب مدار السرطان ، ویحیطها من الشرق سهول تهامة وتمثل منخفضاً لمرتفعات الحجاز ، ومن الغرب سلاسل متوازیة من الشعب المرجانیة على طول ساحلها.
وتصل مساحة جدة الحضریة إلى ما یقارب (1765) کم2، وتصل المساحة الإجمالیة إلى ما یقارب (5460) کم2، أما عدد سکانها فیقدر بحوالی (3.4) ملیون نسمة، أی ما یمثل نسبة 14% من عدد سکان المملکة العربیة السعودیة ویصل معدل النمو السکانی إلى 3.5%.
ومن حیث مناخ محافظة جدة فیتأثر مباشرة بموقعها الجغرافی حیث ترتفع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة خلال فصل الصیف، وتصل درجة الحرارة إلى بدایة الأربعینات مئویة حیث تقع تحت تأثیر امتداد منخفض موسمی عبارة عن کتلة هوائیة حارة وتصل الرطوبة إلى معدلات أعلى فی فصل الصیف بسبب ارتفاع حرارة میاه البحر وتنخفض فی فصل الشتاء نتیجة لتأثیر المنطقة بالکتلة الهوائیة المعتدلة المرافقة للمرتفع الجوی (أمانة جدة:2015).
وستقتصر الدراسة على الحدود الإداریة لمدینة جدة الواقعة بین خطی طول 20 َ 04 ً 39° و00 َ 20 ً 39° شرقاً، ودائرتی عرض 29 َ 24 ً 21° و13 َ 49 ً 21° شمالاً، وتنحصر الدراسة فی أحیاء البلدیات الفرعیة ضمن الحدود العمرانیة لمدینة جدة.
أنماط استخدامات الأرض فی منطقة الدراسة:
إن استخدام الأراضی فی أی مدینة من مدن العالم ماهی إلا انعکاس منطقی للوظیفة التی تقوم بها المدینة ومدى أهمیتها وصورة للفعالیات والأنشطة السائدة فیها، فنرى تنوع فی الهیکل العام لاستعمالات الأراضی بین الاستعمال السکنی والتجاری والصناعی والحکومی والطرق والمرافق العامة وغیر ذلک. ففی المدن السعودیة وبغض النظر عن حجم وشکل المدینة إلا أنها کغیرها من مدن العالم تحتوی أنماط مختلفة من استعمالات الأراضی، وبالبحث فی منطقة الدراسة نجد أن لعامل الزمن الأثر الکبیر فی اتساع المنطقة العمرانیة فی المدینة من ناحیة وبالتالی التغییر فی المساحات المخصصة لاستخدامات الأرض عامة وللمشاریع التشجیریة خاصة من ناحیة أخرى، حیث کانت منطقة الدراسة تقتصر على وجود بعض البلدیات الفرعیة التی تعتبر أساس منشأ المدینة ثم توسعت حتى أصبحت (12) بلدیة فرعیة تضم الحدود العمرانیة لمنطقة الدراسة.
وتقدیراً للحاجات الحاضرة والمستقبلیة للسکان وتقییم قدرة الأرض على توفیر هذه الاحتیاجات وتوفیر الحلول المناسبة للاستخدامات التنافسیة والناجمة عن التضارب بین المصالح الخاصة والعامة ، بهدف تحقیق تخطیط أکثر نجاحاً وتقدماً کانت الحاجة إلى وجود تصنیف لجمیع استخدامات الأرض فی منطقة الدراسة، وهو یشمل جمیع الاستخدامات وعلى إساسة تم إیجاد النسب لکل استخدام استناداً على البیانات الصادرة من أمانة مدینة جدة لعام 2015م، کما فی الشکل رقم (2).
شکل رقم(2): أنماط استخدامات الأرض فی منطقة الدراسة
المصدر: من عمل الباحثة اعتماداً على البیانات الصادرة من أمانة جدة
إن استخدامات الأراضی فی مدینة جدة بناء على تصنیفها فی الشکل السابق فقد تطورت بتطور المدینة واتساعها وقد کان لزیادة عدد سکانها دوراً فی ذلک، فقد ضمت العدید من الاستخدامات ذات التنوع المکانی والمساحی، فالاستخدام السکنی یصل إلى 28% من مساحة المنطقة العمرانیة وبذلک یعتبر الأعلى من بینها، إلا أن الأراضی الخالیة وصلت إلى 17% من مساحات البلدیات الفرعیة وتأخذ بلدیة الجنوب الفرعیة معظم هذه المساحات، یلی ذلک الاستخدام المخصص لشبکة الطرق الذی یبلغ 16%، أما القرى والمشاریع المتکاملة فقد شکلت 14% من مساحة بلدیة بریمان وبلدیة طیبة الفرعیة الواقعة ضمن المساحة العمرانیة، فی حین نجد تقارب بین المساحات المخصصة للاستخدامات الخدمیة والصناعیة والتجاریة، فالخدمات شکلت ما نسبته 7% سواء کانت ( حکومیة – وتعلیمیة – وصحیة – ودینیة – والخدمات الإقلیمیة کذلک)، أما الصناعیة والتجاریة فبفارق نسبة واحدة تقدمت الصناعیة بنسبة 6% والتجاریة 5% بشطریها الرئیسیة والثانویة التی تتوزع بشکل شبة متساوِ بین البلدیات الفرعیة مع ترکزها فی بلدیة البلد الفرعیة بسبب وجود المنطقة المرکزیة والتی تشکل 21% من مساحة البلدیة، وفی عدد من البلدیات الفرعیة کبلدیة (البلد – والجامعة – والجنوب – والشرفیة ) خصصت أراضی من مساحاتها لمشاریع التنمیة الخاصة بنسبة تقدر ب4% ، فی حین أن المساحات المخصصة للمشاریع الحدائق والمنتزهات وجزر الشوارع والمیادین والتی تعتبر جزء من استخدام الأرض للخدمات الترویحیة کانت الأقل من بین باقی الاستخدامات إذ قدرت ب3% من مساحة المنطقة العمرانیة.
مدى التغییر فی حالة مشاریع التشجیر بمنطقة الدراسة / مقارنة بیانات متعددة المصادر:
تتمتع مدینة جدة بإمکانات کبیرة وبیئة مناسبة لإقامة الأنشطة الترویحیة وممارستها على نطاق واسع، بسبب الزیادة المستمرة فی عدد السکان وتوفر وسائل النقل والمواصلات والتوسع السکنی الرأسی والأفقی کما أن لموقعها الجغرافی کبیر الأثر فقط بدأت بوادر الاهتمام بالجانب التشجیری والذی یعتبر من أهم الأنشطة الترویحیة من قبل فترة تقدر بعشرات السنین حیث بدأت مشاریع التشجیر فی مدینة جدة خلال الخطة الخمسیة الأولى من عام 1970 – 1975م وذلک بأنشاء بعض الحدائق العامة وزراعة الشوارع الرئیسیة ، وشهدت البدایة الفعلیة للترکیز على المشاریع التشجیریة مع بدایة الخطة الخمسیة الثانیة عام 1975-1979م حیث یتم تنفیذها على مرحلتین وتعمل على تحدید مواقع الأماکن وسط الأحیاء بدون الترکیز على منطقة بعینها وإهمال أخرى مع الحرص على تنویع أنماطها، وتتمثل هذه المشاریع التشجیریة فی الحدائق العامة والمیادین والشوارع والزوائد التنظیمیة، وتم إنشاء هذه المشاریع على أراضی کانت فضاء (ملکیات عامة) وبعضها تم تحویلها من مرمى للنفایات ومخلفات المنشاءات المعماریة لسبیل الصالح العام، کما أن إعادة التخطیط لبعض المناطق والشوارع والمیادین کان من اهم الأسباب فی وجود مساحات للمشاریع التشجیریة، (أمانة جدة2008م).
هذا التنوع فی المشاریع التشجیریة وما یصحبه من مساحات خضراء والتی تعتبر بعضها انعکاس للنبات الطبیعی الظاهر على المرئیات الفضائیة، فقد اختلفت مساحاتها من عام لآخر وفقاً للعدید من الظروف الطبیعیة والبشریة، وکما تظهر لنا المرئیة الفضائیة لمنطقة الدراسة لعام 1985م فی الشکل رقم (3) والتی منها تم استخلاص طبقة النباتات الظاهرة على الخریطة شکل رقم (4) من نفس العام.
المصدر: من عمل الباحثة اعتماداً على بیانات المرئیة الفضائیة
شکل رقم(3): مرئیة فضائیة للقمر الصناعی Landsat لمنطقة الدراسة بتاریخ 17-2-1985م
المصدر: من عمل الباحثة اعتماداً على بیانات المرئیة الفضائیة
شکل رقم(4): مشاریع التشجیر فی منطقة الدراسة عام 1985م
ومن خلال تحلیل الشکل السابق یتضح أن هناک ترکز للمشاریع التشجیریة فی المنطقة الوسطى من الجزء الغربی من مدینة جدة، والتی تتمثل فی الجزء الغربی من بلدیة العزیزیة والشرفیة والأجزاء المحاذیة للواجهة البحریة للبحر الأحمر والتی کان الاهتمام بتشجیرها وتوسیع المسطحات الخضراء فیها لسبب سیاحی وآخر جمالی للمدینة، واذا تتبعنا نسب التشجیر فی عام 1985م فی رتب تدریجیة تبدأ من الأصغر من حیث نسبة المساحة التشجیریة فی کل بلدیة فرعیة إلى مساحة المدینة ککل، فنجد أن بلدیة البلد الفرعیة مثلت 1% من مساحة التشجیر فی المنطقة وقد تساوت معها فی نفس القیمة کلاً من بلدیة الشرفیة الفرعیة وبلدیة العزیزیة الفرعیة، ویعود ذلک إلى کونها مرکز نشأة المنطقة العمرانیة وأساس المنطقة المرکزیة للمدینة وما تتسم به المناطق المرکزیة من کثافة الاستخدام العمرانی إلى جانب کونها أنشئت بطریقة عشوائیة غیر مخطط لها ولم تحظ بوجود أماکن مخصصة للمشاریع التشجیریة فی حینها، وتعتبر بلدیة الجامعة الفرعیة مشابهه للنمط العمرانی لنفس البلدیات آنفة الذکر إذ نجد أن مساحة المشاریع التشجیریة فیها لا تتجاوز 2% من المساحة الإجمالیة للمدینة والتی تتمثل فی بعض المشاریع التشجیریة الخاصة للشوارع والحدائق العامة التی أنشئت ضمن الخطة الخمسیة الثانیة عام 1975-1979م، أما باقی مساحة البلدیة فقد تنوعت فیها استخدامات الأرض المصاحبة للاستخدام العمرانی، بعکس ما نلاحظه فی بلدیة أبحر الفرعیة والتی أخذت نصیباً أعلى من مشاریع التشجیر حیث وصلت مساحة المشاریع التشجیریة فیها إلى 5%، ویرجع ذلک إلى کونها تضم أهم جزء سیاحی وجمالی فی المدینة وهی منطقة الکورنیش المطلة على ساحل البحر الأحمر والتی تعتبر وجهة سیاحیة ومنظر جمالی للمدینة وقد حظی بالاهتمام من ناحیة المشاریع التشجیریة منذ بدایة نشؤ المنطقة إضافة إلى وجود مساحات تشجیریة ضمن منطقة مطار الملک عبد العزیز الدولی، إلا أن نسبة التشجیر ترتفع بشکل ملحوظ فی بلدیة أم السلم الفرعیة خصوصاً فی الجزء الجنوبی والغربی منها ویعلل ذلک کونها منطقة مرتفعة وجبلیة نوعاً ما وان الاستخدام العمرانی لم یتوسع فیها بشکل کبیر فی عام 1985م، وقد عکست المرئیة النباتات الطبیعیة الموجودة فی هذه المنطقة على أنها مشاریع تشجیریة حیث بلغت نسبة التشجیر فیها 14% من المساحة الإجمالیة للمدینة، ونجد أن أعلى نسبة للتشجیر کانت من نصیب بلدیة الجنوب الفرعیة حیث وصلت إلى 46% من مساحة المدینة الکلیة، وتفسر هذه النسبة المرتفعة کون بلدیة الجنوب الفرعیة تقع فی جنوب مدینة جدة وتضم ضمن حدودها منطقة واسعة من النباتات الطبیعیة والأودیة مثل وادی فاطمة والوادی الأخضر ، والذی تحیط به النباتات الطبیعیة إضافة إلى وجود منطقة ساحلیة محاذیة للبحر الأحمر فیها نسبة من نباتات المانجروف، والتی تظهر من خلال المرئیة الفضائیة على أنها غطاء نباتی طبیعی الذی لا یدخل ضمن المشاریع التشجیریة، وبناءً على هذه النسب المرتفعة والتی لا تعکس واقع التشجیر فی منطقة الدراسة فی عام 1985م من وجهة نظر الباحثة ، ولأن هذه الفترة کانت البدایة بالاهتمام بمشاریع التشجیر، وان النسب العالیة التی أظهرتها المرئیة الفضائیة للغطاءات النباتیة قد تعود اغلبها إلى کونها نباتات طبیعیة، وللوصول إلى معدلات مقاربة للواقع فی تلک الفترة، عملت الباحثة على تصحیح هذا الخطأ من خلال تحدید المنطقة العمرانیة فی عام 1985م والمنعکسة من خلال المرئیة الفضائیة، ومن ثم العمل على تحدید مناطق التشجیر الموجودة ضمن هذه الحدود العمرانیة کما فی الخریطة شکل رقم(5).
المصدر: من عمل الباحثة اعتماداً على بیانات المرئیة الفضائیة
شکل رقم(5): مشاریع التشجیر ضمن حدود المنطقة العمرانیة فی عام 1985م
وقد أعطت عملیة التصحیح هذه فارقا کبیرا من حیث مساحة المنطقة المعمورة وبالتالی مساحات التشجیر فی المنطقة، إذ کانت النسبة العامة للتشجیر بناء على بیانات المرئیة تمثل 71% من المساحة الکلیة للمنطقة، فی حین أصبحت النسبة العامة للمساحات الخاصة للمشاریع التشجیریة تمثل 0.31% من المساحة الکلیة للمنطقة بعد عملیة التصحیح التی قامت بها الباحثة.
حیث أن المساحة الکلیة للمنطقة العمرانیة فی عام 1985م بلغت (223 کم2) تقریباً وبتقسیم المساحات الخاصة بالمشاریع التشجیریة والتی بلغت حوالی (9.4 کم2) ، یظهر لنا أن نسبة مشاریع التشجیر فی عام 1985م تمثل 4% من مساحة المنطقة العمرانیة. وعلیة فإن نصیب البلدیات الفرعیة من المساحات المخصصة للمشاریع التشجیریة قد اختلف بشکل ملحوظ فیما بینها.
وقد تم تطبیق نفس الخطوات السابقة الذکر لدراسة مشاریع التشجیر لعام 2000م والمستخلصة من المرئیة الفضائیة، والتی منها تم استخلاص طبقة المشاریع التشجیریة ضمن حدود البلدیات الفرعیة، ویوضح الجدول رقم (1) نسب مشاریع التشجیر بناءً على بیانات المرئیة الفضائیة، والجدول رقم (2) نسب مشاریع التشجیر بعد عملیة التصحیح بناءً على حدود المنطقة العمرانیة.
جدول رقم (1)
جدول رقم (2)
وبتتبع حالة المشاریع التشجیریة فی منطقة الدراسة لعام 2015م فقد اعتمدت الباحثة على مرئیة فضائیة للقمر الصناعی Landsat کما فی الشکل رقم (6) ومنها تم استخراج الغطاء النباتی للمنطقة کما یظهر فی الخریطة شکل رقم (7).
المصدر: من عمل الباحثة اعتماداً على بیانات المرئیة الفضائیة
شکل رقم(6): مرئیة للقمر الصناعی Landsat لمنطقة الدراسة بتاریخ 3-11-2015م
المصدر: من عمل الباحثة اعتماداً على بیانات المرئیة الفضائیة
شکل رقم(7): مشاریع التشجیر فی منطقة الدراسة عام 2015م
والتی تشیر إلى أن توزیع التشجیر مازال یترکز بشکل غیر متساوی فی بلدیة دون أخرى ولکن بشکل أقل من العامین السابقین مع ملاحظة انتشار أوسع للمشاریع التشجیریة ضمن حدود البلدیات الفرعیة بعد أن کان محصوراً فی الجزء الأوسط والغربی من منطقة الدراسة، فنجد أن معدل التشجیر فی البلدیات الفرعیة بالنسبة لمساحة البلدیة نفسها یتفاوت من بلدیة لأخرى، إلا أن معدل التشجیر العام فی منطقة الدراسة لعام 2015م بناء على بیانات المرئیة الفضائیة هو 66% من مساحة المدینة، فی حین نلحظ اختلاف واضح بین بیانات المرئیة الفضائیة والبیانات الصادرة عن أمانة محافظة جدة لعام 2015م، فتشیر بیانات الأمانة إلى أن نسبة مشاریع التشجیر فی منطقة الدراسة تمثل 4% من مساحة المنطقة، وبناءً علیة فإن توزیع مشاریع التشجیر یکون بنسب متفاوتة وغیر متساویة بین البلدیات الفرعیة.
مقارنة المعلومات المستخلصة من الدراسة المیدانیة والمرئیات الفضائیة عن حالة مشاریع التشجیر مع ما تظهره البیانات الرسمیة المتوفرة لدى الأمانة عن منطقة الدراسة:
أما البیانات المستخلصة من الدراسة المیدانیة التی قامت بها الباحثة فی منطقة الدراسة وذلک بتطبیق المخطط الصادر من قِبل أمانة محافظة جدة على واقع المنطقة من ناحیة المشاریع التشجیریة فقد أظهرت العدید من الجوانب ، وتوضح النقاط التالیة أهم ما توصلت إلیه الدراسة المیدانیة:
- وجود العدید من الأحیاء السکنیة عشوائیة التخطیط والتی تفتقر إلى جانب کبیر من الاستخدام الخدمی وما یعنینا هنا هو افتقارها للمساحات المخصصة للمشاریع التشجیریة ، ومثال على ذلک بعض أحیاء بلدیة الجنوب الفرعیة (الجزء الشرقی من حی الأجاوید، حی الفضل، حی الهدى) وبعض أحیاء بلدیة أم السلم الفرعیة (کیلو14، الجزء الغربی من حی الحرازات، الجزء الغربی من حی المنتزهات، حی وادی مریخ) وبعض أحیاء بلدیة الشرفیة الفرعیة (أجزاء من حی بنی مالک، والجزء الجنوبی الشرقی من حی الشرفیة).
- - وضع بعض الأحیاء السکنیة تحت أمر سامی ضمن التنمیة الخاصة وذلک بإعادة تخطیطها وتخصیص مساحات للمشاریع التشجیریة فیها، إلا أن ذلک لم ینفذ بعد وهی أحیاء خالیة تماماً من المشاریع التشجیریة ، وتتمثل فی (حی السبیل التابع لبلدیة البلد الفرعیة – حی الرویس وجنوب غرب حی النسیم التابع لبلدیة الشرفیة الفرعیة – حی النزلة الیمانیة التابع لبلدیة الجامعة الفرعیة).
- وجود علاقة عکسیة بین الکثافة السکانیة وبین الزیادة فی عدد مشاریع التشجیر، فنجد البلدیات الفرعیة ذات الأعداد السکانیة المرتفعة یکون نصیبها أقل فی المشاریع التشجیریة، ویتضح ذلک من خلال عدد مشاریع التشجیر فی بلدیة العزیزیة الفرعیة وعددها (14 مشروع) بینما عدد السکان فیها یصل إلى 620 ألف نسمة، وبلدیة أبحر الفرعیة تضم (31 مشروع) بینما عدد سکانها 135 ألف نسمة، وجمیع البلدیتین تغطی نفس المساحة من منطقة الدراسة بما یصل إلى 66 کم2.
- أظهرت الدراسة المیدانیة وجود مساحات ذات تشجیر طبیعی ضمن حدود منطقة الدراسة، وقد ظهرت هذه المساحات على الخریطة المستخلصة من المرئیة الفضائیة على أنها مناطق للمشاریع التشجیریة ولکنها فی واقع الأمر ماهی إلا انعکاس للنبات الطبیعی کما یظهر فی الشکل رقم(8).
المصدر: من عمل الباحثة بناءً على بیانات المرئیة الفضائیة والدراسة المیدانیة
شکل رقم(8): نبات طبیعی ضمن حدود بلدیة أم السلم الفرعیة وقع على انه مشروع تشجیر
الخلاصة:
ألقت هذه الدراسة الضوء على موضوع "استخدام الأرض فی مدینة جدة: حالة مشاریع التشجیر" من خلال دراسة استخدامات الأرض فی منطقة الدراسة وأهم العوامل المؤثرة علیها، وأیضا التباین فی التوزیع الجغرافی لمشاریع التشجیر، والتغیرات التی طرأت علیها خلال الأعوام (1985 – 2000 – 2015 م).
- یوضح الجدول رقم (3) بیانات مساحة مشاریع التشجیر فی منطقة الدراسة للفترة (1985 – 2000 – 2015م)
جدول رقم(3): بیانات مشاریع التشجیر فی منطقة الدراسة
المصدر: من عمل الباحثة اعتماداً على بیانات متعددة المصادر
وعلیه فان مساحات مشاریع التشجیر بناء على بیانات المرئیة الفضائیة لا یمکن الاعتماد علیها فی تقییم وضع المشاریع التشجیریة حیث أنها لا تعکس واقعها، وإنما توضح أماکن وجود الغطاء النباتی سواء کان طبیعی أو مشاریع تشجیر وهذا یعطی التفسیر المنطقی لتدنی نسبة مساحة الغطاء النباتی منذ عام 1985م إلى عام 2015م بناءً على بیانات المرئیة الفضائیة، حیث توسعت حدود المنطقة العمرانیة على حساب مناطق النبات الطبیعی، مما یشیر إلى أن النسب الظاهرة من خلال تحدید المنطقة العمرانیة لمنطقة الدراسة فی العام 1985 – 2000م هی الأقرب لبیانات أمانة محافظة جدة لعام 2015م والتی تحاکی واقع المشاریع التشجیریة.
- أظهرت النتائج زیادة فی المساحات المخصصة لمشاریع التشجیر فی منطقة الدراسة ففی عام 1985م کانت مساحة مشاریع التشجیر تمثل (9459340م2) من المساحة الکلیة للمدینة، وفی عام 2000م وصلت إلى (58962633.2م2) من المساحة الکلیة للمدینة، وفی عام 2015م بلغت (197215869.2م2) من المساحة الإجمالیة للمدینة.
- أثبتت الدراسة التوزیع الغیر عادل لمشاریع التشجیر بین البلدیات الفرعیة على مر السنوات، فنجد الاهتمام بإنشاء المشاریع التشجیریة منذ بدایته یترکز فی المناطق الشمالیة والوسطى المطلة على الکورنیش، والأحیاء جدیدة النشأة فی البلدیات الفرعیة الواقعة شمال منطقة الدراسة، مع وجود شبة انعدام لمشاریع التشجیر فی البلدیات الفرعیة الواقعة جنوب وشرق منطقة الدراسة، کما ناقشت دراسة (للشیخ،1429هـ) هذا الجانب حیث أظهرت النتائج أن نمط توزیع مشاریع التشجیر فی مدینة جدة هو نمط عشوائی یتخذ شکلاً بیضاویا نحو الشمال بصورة محاذیة للساحل البحری.
- أثبتت الدراسة المکتبیة مع الزیارات الحقلیة وجود علاقة عکسیة بین الکثافة السکانیة وبین تخصیص مساحات لمشاریع التشجیر فی منطقة الدراسة.
- یتضح وجود علاقة بین النمط السائد فی بعض أحیاء منطقة الدراسة وبین وجود مشاریع تشجیر ضمن هذه الأحیاء، ویظهر ذلک فی انعدام مشاریع التشجیر فی الأحیاء ذات النمط العشوائی والأحیاء ذات الاستخدام الصناعی والتی تترکز فی جنوب وشرق منطقة الدراسة.
- أظهرت الدراسة عدم التوافق بین البیانات الصادرة من أمانة محافظة جدة لبیانات مشاریع التشجیر لعام 2015م.
الجمیعی، زین بنت مطلق(2009م) تقییم مشاریع التشجیر فی مدینة مکة المکرمة باستخدام تقنیة الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافیة دراسة تطبیقیة فی البیئة النباتیة للمدن، المجلة المصریة للتغیر البیئی، العدد الأول: 36_49.
الحارث، عواطف بنت الشریف(2009م) التغیر فی مؤشر الاخضرار النباتی شرق مدینة جدة باستخدام تقنیة الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافیة، المجلة الجغرافیة العربیة، ج1، العدد الثالث والخمسون، 105.
الحارث، عواطف بنت الشریف(2006م) البیئة الحیویة لمنطقة الحرم المکی دراسة فی الجغرافیا الحیویة، الریاض: عمادة البحث العلمی-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة.
الحمید، عبد الرحمن بن إبراهیم ومفتاح، أنصاری أدریس(2012م) استخدام النباتات فی معالجة التلوث البیئی، بریدة: جامعة القصیم.
الشهری، منال علی محمد(2010م) دراسة المسطحات الخضراء فی مدینة جدة باستخدام بیانات المرئیات الفضائیة وتقنیة المعلومات الجغرافیة، رسالة ماجستیر، جامعة الملک عبد العزیز، جدة.
الشیخ، آمال(1428هـ) تحلیل نمط توزیع الحدائق العامة النموذجیة فی مدینة جدة باستخدام نظم المعلومات الجغرافیة، تونس، المؤتمر الجغرافی الدولی الواحد والثلاثین للاتحاد الجغرافی الدولی المنعقد فی مدینة تونس.
أمانة محافظة جدة(2015م)، دلیل زراعة النباتات الملائمة لمشاریع التشجیر فی مناطق البیئة المختلفة، جدة: أمانة محافظة جدة.
بدوی، أسامة (1437هـ) الریاض وجدة ثانی وثالث أسرع المدن نمواً عربیاً وعالمیاً، 9/3/1437هـ من موقع http://cutt.us/djvOm.
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة (2002م)، حمایة البیئة فی عهد خادم الحرمین الشریفین، الریاض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة.
جامعة الملک سعود (بدون تاریخ)، التشجیر الاصطناعی وأهدافه، الریاض: جامعة الملک سعود.
جامعة الخرطوم (2010م)، العوامل الاقتصادیة الاجتماعیة المؤثرة على الاستخدام الحضری للأرض بالتطبیق على إقلیم الخرطوم الکبرى، الخرطوم: جامعة الخرطوم.
حماد، محمد وسالم، فتیحی(1983م) أشجار الحدائق وشوارع المدن بالوطن العربی، الریاض: الصفحات الذهبیة المحدودة.
شلبی، محمد نبیل والشمری، سعد فرحان وملاتی، کمال صالح ونمازی، على عبد الرحمن(2007م) الأشجار والشجیرات الحدائقیة فی مدینة أبها، الریاض: مدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة.
غنیم، عثمان محمد (2008) تخطیط استخدام الأرض الریفی والحضری، ط2، عمان: دار صفاء للنشر والتوزیع.
مهدی، محمد زکی (1983م) تنسیق الحدائق فی الوطن العربی، تونس، الدار العربیة للکتاب، ص49-51.
مجاجی، منصور (بدون تاریخ)، المدلول العلمی والمفهوم القانونی للتلوث البیئی، مجلة المفکر، العدد الخامس: 102.
هریمات، رشماوی وسعد، نادر وخلدون وصوفیا (1996م) دراسة التغیر فی مساحة الغطاء النباتی الأخضر لمنطقة حوض نهر الأردن باستخدام تکنولوجیا الاستشعار عن بعد، بیت لحم، معهد الأبحاث التطبیقیة، ندوة المنظمات العربیة حول (الاستخدامات المستدامة للأراضی)، ص186-197.
وزارة الثقافة(2010م)، أسس ومعاییر التنسیق الحضاری للمناطق المفتوحة والمسطحات الخضراء، جمهوریة مصر العربیة: الجهاز القومی للتنسیق الحضاری.
وزارة الشؤون البلدیة والقرویة(2005م)، أسس تصمیم وتنفیذ وصیانة الحدائق العامة، المملکة العربیة السعودیة: وزارة الشؤون البلدیة والقرویة.
ثانیاً: المراجع الأجنبیة:
Aljaddani, Amal (2015) Integration OF Multi-Temporal Remote Sensing Imagery And GIS For Mapping And Analysis OF Land Use Change IN Jeddah City, SAUDI ARABIA, Murray, Kentucky: Murray State University.
Khalil, Ragab (2014) Quantitative evaluation of distribution and accessibility of urban green spaces (Case study: City of Jeddah), Assiut: Assiut University.
Kristensen, S. P.(2006) Afforestation of European landscapes: How do different farmer types respond to EU agri-environmental schemes. Denmark, University of Copenhagen.
Quijano, Garcia (2008). Scaling from stand to landscape scale of climate change Mitigation by afforestation and forest management: a modeling approach. Belgium, University of Antwerp.
الجمیعی، زین بنت مطلق(2009م) تقییم مشاریع التشجیر فی مدینة مکة المکرمة باستخدام تقنیة الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافیة دراسة تطبیقیة فی البیئة النباتیة للمدن، المجلة المصریة للتغیر البیئی، العدد الأول: 36_49.
الحارث، عواطف بنت الشریف(2009م) التغیر فی مؤشر الاخضرار النباتی شرق مدینة جدة باستخدام تقنیة الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافیة، المجلة الجغرافیة العربیة، ج1، العدد الثالث والخمسون، 105.
الحارث، عواطف بنت الشریف(2006م) البیئة الحیویة لمنطقة الحرم المکی دراسة فی الجغرافیا الحیویة، الریاض: عمادة البحث العلمی-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة.
الحمید، عبد الرحمن بن إبراهیم ومفتاح، أنصاری أدریس(2012م) استخدام النباتات فی معالجة التلوث البیئی، بریدة: جامعة القصیم.
الشهری، منال علی محمد(2010م) دراسة المسطحات الخضراء فی مدینة جدة باستخدام بیانات المرئیات الفضائیة وتقنیة المعلومات الجغرافیة، رسالة ماجستیر، جامعة الملک عبد العزیز، جدة.
الشیخ، آمال(1428هـ) تحلیل نمط توزیع الحدائق العامة النموذجیة فی مدینة جدة باستخدام نظم المعلومات الجغرافیة، تونس، المؤتمر الجغرافی الدولی الواحد والثلاثین للاتحاد الجغرافی الدولی المنعقد فی مدینة تونس.
أمانة محافظة جدة(2015م)، دلیل زراعة النباتات الملائمة لمشاریع التشجیر فی مناطق البیئة المختلفة، جدة: أمانة محافظة جدة.
بدوی، أسامة (1437هـ) الریاض وجدة ثانی وثالث أسرع المدن نمواً عربیاً وعالمیاً، 9/3/1437هـ من موقع http://cutt.us/djvOm.
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة (2002م)، حمایة البیئة فی عهد خادم الحرمین الشریفین، الریاض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة.
جامعة الملک سعود (بدون تاریخ)، التشجیر الاصطناعی وأهدافه، الریاض: جامعة الملک سعود.
جامعة الخرطوم (2010م)، العوامل الاقتصادیة الاجتماعیة المؤثرة على الاستخدام الحضری للأرض بالتطبیق على إقلیم الخرطوم الکبرى، الخرطوم: جامعة الخرطوم.
حماد، محمد وسالم، فتیحی(1983م) أشجار الحدائق وشوارع المدن بالوطن العربی، الریاض: الصفحات الذهبیة المحدودة.
شلبی، محمد نبیل والشمری، سعد فرحان وملاتی، کمال صالح ونمازی، على عبد الرحمن(2007م) الأشجار والشجیرات الحدائقیة فی مدینة أبها، الریاض: مدینة الملک عبد العزیز للعلوم والتقنیة.
غنیم، عثمان محمد (2008) تخطیط استخدام الأرض الریفی والحضری، ط2، عمان: دار صفاء للنشر والتوزیع.
مهدی، محمد زکی (1983م) تنسیق الحدائق فی الوطن العربی، تونس، الدار العربیة للکتاب، ص49-51.
مجاجی، منصور (بدون تاریخ)، المدلول العلمی والمفهوم القانونی للتلوث البیئی، مجلة المفکر، العدد الخامس: 102.
هریمات، رشماوی وسعد، نادر وخلدون وصوفیا (1996م) دراسة التغیر فی مساحة الغطاء النباتی الأخضر لمنطقة حوض نهر الأردن باستخدام تکنولوجیا الاستشعار عن بعد، بیت لحم، معهد الأبحاث التطبیقیة، ندوة المنظمات العربیة حول (الاستخدامات المستدامة للأراضی)، ص186-197.
وزارة الثقافة(2010م)، أسس ومعاییر التنسیق الحضاری للمناطق المفتوحة والمسطحات الخضراء، جمهوریة مصر العربیة: الجهاز القومی للتنسیق الحضاری.
وزارة الشؤون البلدیة والقرویة(2005م)، أسس تصمیم وتنفیذ وصیانة الحدائق العامة، المملکة العربیة السعودیة: وزارة الشؤون البلدیة والقرویة.
ثانیاً: المراجع الأجنبیة:
Aljaddani, Amal (2015) Integration OF Multi-Temporal Remote Sensing Imagery And GIS For Mapping And Analysis OF Land Use Change IN Jeddah City, SAUDI ARABIA, Murray, Kentucky: Murray State University.
Khalil, Ragab (2014) Quantitative evaluation of distribution and accessibility of urban green spaces (Case study: City of Jeddah), Assiut: Assiut University.
Kristensen, S. P.(2006) Afforestation of European landscapes: How do different farmer types respond to EU agri-environmental schemes. Denmark, University of Copenhagen.
Quijano, Garcia (2008). Scaling from stand to landscape scale of climate change Mitigation by afforestation and forest management: a modeling approach. Belgium, University of Antwerp.